قدمت فدرالية عمال الري مقترحا للوزارة الوصية بإنشاء فرع لشركة الجزائرية للمياه يختص في إنتاج وتسويق المياه المعدنية عبر عديد الولايات، ما سيشكل نشاطا تجاريا جديدا للمؤسسة ويدعم مداخيلها بالنظر للمتاعب المالية التي تعاني منها جراء تراكم المستحقات غير المحصلة التي بلغت نحو 7700 مليار سنتيم.

في هذا السياق، أفادت مصادر مطلعة لـ”الشروق” أن المقترح قدمته فدرالية الري المنضوية تحت لواء المركزية النقابية خلال لقاء جمع أمينها العام بشير زعيو وأعضاء المكتب الوطني قبل أيام بالمسؤول الأول للقطاع الوزير طه دربال، تناول العديد من القضايا التي تخص قطاع الري والمياه.

ووفق مصادرنا فإن الهدف من هذا المقترح إحداث نقلة جديدة للجزائرية للمياه نحو نموذج اقتصادي جديد، يفضي إلى توفير جرعة أوكسجين مالية لشركة الجزائرية للمياه التي تعاني متاعب مالية بسبب تراكم المستحقات العالقة غير المحصلة لدى المواطنين وإدارات وهيئات عمومية أيضا، خصوصا أن لها إمكانات حسب ذات المصادر لإقامة وحدات إنتاجية للمياه المعدنية ومياه المنبع عبر عديد ولايات الوطن.

وأكدت أن المستحقات العالقة غير المحصلة للجزائرية للمياه بلغت 77 مليار دينار، أي 7700 مليار سنتيم، وهو رقم ضخم، أدى إلى حالة مزمنة من عدم التوازن المالي للمؤسسة ودفع بها في كل مرة إلى طلب مساعدات مالية من السلطات العمومية.

ويهدف هذا المقترح أيضا، وفق مصادرنا، إلى تقليل اعتماد الجزائرية للمياه على الوزارة والسلطات العمومية بالنظر لاختلال توازناتها المالية، مشيرة إلى أن الفكرة في مرحلة متقدمة بولاية النعامة وتنتظر الموافقة عليها لتجسيدها.

ووفق الأصداء الواردة أيضا، فإن وزير الري طه دربال وإطارات الوزارة الذين حضروا الاجتماع مع فدرالية عمال قطاع الري، رحبوا بفكرة دخول الجزائرية للمياه معترك انتاج وتسويق الماء المعدني وفق نموذج اقتصادي جديد ومبتكر.

وفي سياق ذي صلة، طرح ممثلو فدرالية الري مسألة الإبقاء على المديرين الولائيين الذين يحققون نسب تحصيل مرتفعة للمستحقات في مناصبهم وعدم تحويلهم إلى ولايات أخرى، للتمكن من المواصلة على نفس الوتيرة ما يخدم التوازنات المالية للجزائرية للمياه، فضلا عن تجديد مخازن قطع الغيار والمعدات على الولايات.

كما تعهد الوزير خلال اللقاء بالعمل على حل مشاكل القطاع بالحوار للحفاظ على الاستقرار الاجتماعي.

مخطط عمل ينقذ مجمع “جيريد” من البطالة

في سياق آخر، جرى منح مجمع دراسات وانجازات الري المعروف اختصارا بـ”جيريد”، مخطط عمل لإنشاء 4 خزانات كبرى للمياه سترافق مشاريع محطات تحلية مياه البحر في كل من وهران وبومرداس (كاب جنات) وبجاية والطارف، التي أقرها سابقا رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.

ووفق ما توفر لـ”الشروق” من تفاصيل، فإن المشروع يتمثل في إنشاء خزانات بسعة 50 ألف لتر لكل واحد وقنوات التحويل التابعة لها في الولايات الأربع، ما يضمن مخططا للمجمع العمومي الذي كان عماله وعددهم يفوق 10 آلاف يواجهون شبح التسريح.