قال المحلل والخبير الطاقوي بغداد مندوش إن ارتفاع أسعار النفط وبلوغها 80 دولارا للبرميل يعود بالأساس إلى ما يحدث في البحر الأحمر وما قام به الحوثيون، إضافة إلى تخفيضات الإنتاج التي أقرتها روسيا ودول من تحالف أوبك+، مشيرا إلى أن جل التوقعات تشير لبرميل لا يتعدى 80 دولارا في 2024، لكنها توقعات لم تأخذ بعين
الاعتبار التطورات الجيوسياسية.
وأوضح المحلل بغداد مندوش في تصريح لـ”الشروق” أن الأحداث التي شهدها البحر الأحمر وعمليات الحوثيين ضد سفن صهيونية وأخرى
تنقل السلع نحو اسرائيل، دفع بعديد الشركات لتحويل مسار البواخر، في إشارة إلى رأس الرجاء الصالح، لتفادي هذا الطريق البحري ما يعني قطع مسافة أكثر، موضحا أن “الشركات التي تشتري النفط وتعيد بيعه يسودها تخوف بسبب ما يحدث في البحر الأحمر وهذا سبب رئيسي لارتفاع أسعار النفط”.
ويشرح مندوش الذي شغل رئيس مدير عام سابقا لأحد فروع سوناطراك، أن التحاليل التي صدرت في السداسي الأول من العام الجاري، عن بنكين عالميين هما باركليز وغولدمان ساكس، كانت تشير إلى ارتفاع الأسعار بنهاية السداسي لتصل إلى 90 دولارا للبرميل، لكن ذلك لم يحدث لسببين رئيسيين، مضيفا أن تخفيضات روسيا وبعض دول تحالف “أوبك+” كان لها أيضا تأثير على هذا الارتفاع في أسعار النفط.وبخصوص السبب الأول للانخفاض، يوضح محدثنا أنه ضعف نسبة النمو الاقتصادي في الصين بالنظر لكونها أكبر مستورد للنفط الخام في العالم بنحو 20 مليون برميل ما بين الاستيراد والاستهلاك، إضافة لرفع مستويات التخزين في كل من الولايات المتحدة وأوربا، ما أدى إلى نقص في الطلب وبالتالي قاعدة العرض والطلب أدت لانخفاض السعر.وفيما يتعلق بتوقعات السنة المقبلة، ذكر نفس الخبير أنه للأسف جل التوقعات على غرار الوكالة الدولية للطاقة وخبراء البنوك الأمريكية الكبرى التي تتابع أسواق النفط، تشير إلى أن الأسعار ستكون ما بين 75 و80 دولارا للبرميل، إلا أن هذه التوقعات لا تأخذ بعين الاعتبار التطورات الجيوساسية في العالم، لأن كل مستجد يطرأ ويكون غير متوقع يكون له تأثير على الأسعار، وأنه لا يعرف لحد الآن إن كانت الحرب الروسية الأوكرانية ستستمر أم لا، وكيف ستكون الأوضاع في غزة، وهل ستستمر ضربات الحوثيين في البحر الأحمر الذي يعد أكبر طريق بحري لناقلات النفط في العالم؟كما سيكون لقرارات جديدة لتحالف أوبك+ في العام المقبل لتقليص الإنتاج، تأثير على سعر البرميل الذي سيرتفع حتما لمستويات أعلى، على حد تعبير المحلل مندوش.
الأيام الأخيرة من السنة تحمل أخبارا سارة للحكومة
وانتعشت أسعار النفط بشكل لافت بحر الأسبوع الجاري، وتخطى مزيج خام برنت بحر الشمال الأربعاء 80 دولارا للبرميل بعد أسابيع من الانحدار، ما سيضمن للحكومة مداخيل إضافية قبل أيام من نهاية العام.
وبحلول الساعة الرابعة من زوال الأربعاء بلغ سعر مزيح خام برنت بحر الشمال، النفط المرجعي للبترول الجزائري صحاري بلند 80.40 دولار للبرميل، بارتفاع قدره 1.48 بالمائة (+1.17 دولار).وعلى نفس المنوال اتجهت أسعار مزيج خام غرب تكساس الأمريكي (WTI) الذي بلغ سعر برميله 75.14 بزيادة قدرها 1.62 بالمائة مقارنة بسعر الافتتاح الصباحي (+1.20 دولار).وكانت أسعار الخام قد سجلت تراجعا مخيفا خلال الأسابيع الماضية وبلغت أدنى مستوى لها في ستة أشهر عندما نزلت إلى 72 دولارا بالنسبة لمزيج برنت و68 للخام الأمريكي.واللافت أن الانحدار الذي شهدته أسعار الذهب الأسود في الأسابيع الماضية جاء كردة فعل عكسية لما قرره تحالف أوبك+ بتمديد تخفيضات الإنتاج إلى غاية 31 مارس 2024، وإمكانية مواصلة العمل بهذا التقليص إلى ما بعد 31 مارس حسب ما أكده وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب قبل أيام.