الجزائر : “أسعار الدجاج مُرشحة لتجاوز سقف 800 دج للكلغ”



الجزائر : “أسعار الدجاج مُرشحة لتجاوز سقف 800 دج للكلغ”

عشية عيد الأضحى المبارك، وفي لقاء مع الصحافة المحلية بوهران، حذرت مجموعة من مربي الدجاج بالغرب، من أزمة حادة سيشهدها سوق الدجاج في القريب العاجل، قد ترفع سعر الكيلوغرام من لحم الدجاج إلى 800 دج وأكثر، وتتجاوز بذلك حدة الأزمة التي ضربت جيوب المواطنين منذ أشهر قليلة حينما تعدى سعر الدجاج 500 دج للكلغ، وحجتهم في ذلك أن عشرات الآلاف من الدجاج بات يتهددها الموت بعد تجاوزها 50 يوما في المداجن، حيث من المفروض توجيهها إلى المذابح حال اكتمال نموها أي “45 يوما”.
وأشار أحد كبار مربي الدجاج بالغرب الجزائري صاحب مجمع “بلحوسين” لتربية الدجاج، في تصريح لـ”الشروق” أن المجمع يتوفر حاليا على 170 ألف دجاجة جاهزة للذبح، مصيرها سيكون الموت في المداجن، لأن العرض فاق الطلب، ما أدى إلى انهيار أسعار الدجاج الحي ووصولها إلى حدود 140 دج للكلغ، في الوقت الذي كلّفت فيه المربي 210 دج للكلغ الواحد.
هذه الوضعية المُقلقة التي يعيشها مربو الدجاج بحسب السيد “بلحوسين بن عودة” مسير المُجمع، ستكون لها انعكاسات خطيرة في قادم الأيام، إذا لم تتدخل الجهات المعنية وعلى رأسها وزارة الفلاحة لإنقاذ شعبة تربية الدجاج، فغالبية مربي الدجاج باتوا معرضين للإفلاس، ومن المستحيل أن يغامروا في المستقبل بمواصلة هذا النشاط، وعزا ارتفاع تكلفة تربية الدجاج إلى الوضع الذي ساد منذ شهور، حيث تراوح سعر “الصّوص” ما بين 200 و250 دج.
وبعد اتصال المربين بمدير “مجمع تربية الدواجن للغرب” بمستغانم آنذاك السيد “بن زازة”، وبعد تدخل مدير الفلاحة لولاية وهران والمفتشة البيطرية الجهوية وحصولهم على الاعتماد، جرى الاتفاق مع المجمع المذكور على تزويدهم بـ200 ألف “صوص” شهريا بداية من شهر جانفي الماضي، بسعر 100 دج للصوص الواحد، لكن مدير “مجمع تربية الدواجن للغرب” الحالي بمستغانم، الذي يشغل المنصب بالنيابة، رفض بيع الصيصان، حسب المتحدث مباشرة إلى المُربين، والأمر الذي أربك مُربي الدجاج أكثر هو أن أسعار لحم الدجاج سجلت تراجعا كبيرا في الأسابيع الماضية، حيث نزلت إلى ما دون 300 دج للكلغ، لأن سعر الدجاج الحي وصل حدود 140 دج فقط، وجراء ذلك أجرى مربو الدجاج اتصالات مع إدارة “مجمع تربية الدواجن للغرب” بمستغانم، كي تشتري منهم الدجاج بسعر 230 دج للكلغ، لتمكنهم من هامش ربح لا يتعدى 20 دج في الكيلوغرام، لكن مدير المجمع رفض ذلك حسبهم، وعرض عليهم شراءه بسعر السوق أي بـ150 دج للكلغ، مع تسديد فاتورة الشراء بعد ثلاثة أشهر، وبحسب السيد “بلحوسين بن عودة” فإن العرض الذي قدمه مدير المجمع يمثل إعداما لشعبة تربية الدواجن، لأن خسائرهم ستكون فادحة، ولن يتمكنوا من مواصلة نشاطهم.
وأضاف المتحدث أن المجمع المذكور يتوفر على مذابح عصرية بكل من الرمشي بتلمسان وعين الكيحل بعين تموشنت، وله إمكانيات كافية لتخزين الدجاج المذبوح في غرف التبريد، وإعادة بيعه بـ250 دج للكلغ، أي أن المجمع لن يتكبد أي خسارة في حال شرائه فائض الدجاج، وأكثر من ذلك، فإنه بإقدامه على هذه الخطوة سيُساهم في استقرار أسعار اللحوم البيضاء وتفادي ارتفاعها الجنوني الذي سيتحمل تبعاته المواطن الجزائري، وفي الوقت نفسه سيَقِي مربي الدجاج من الإفلاس، فبخصوص مجمع “بلحوسين” الذي يُعتبر أكبر مجمع لتربية الدجاج بالغرب الجزائري، يضيف السيد بن عودة، أن طاقته تتعدى تربية 280 ألف دجاجة، واليوم هنالك 170 ألف دجاجة جاهزة إما للذبح أو النفوق في المَداجن.

وفاة مربين بالسكتة القلبية وآلاف الصيصان في المزابل
من جهتهم، أكد بعض مربي الدجاج الذين قدموا من مستغانم وبلعباس ووهران.. أن شعبة تربية الدجاج باتت محفوفة بالمخاطر، جراء ارتفاع سعر تغذية الدجاج إلى 9000 دج للقنطار، ما يرفع كلفة الدجاج الحي إلى 210 دج للكلغ في المدجنة، وبالتالي فمن غير المعقول بيعه بأقل من كلفته، وأضافوا بأن زميلين لهم من سيدي بلعباس ومستغانم ماتا مؤخرا بالسكتة القلبية، بسبب صدمة انهيار أسعار الدجاج، وعجزهما عن بيعه في الوقت المُحدد له، وأضافوا بأن سعر “الفلوس” انهار مؤخرا وبات يُباع في الأسواق الشعبية بـ10 و20 دج للأطفال، بل إن بعض المربين وجراء انهيار سعر اللحوم البيضاء فضلوا رمي آلاف الصيصان في المزابل العمومية والغابات لتفادي خسارة أكبر في حال مواصلة تربيته.
وفي هذا الشأن أفاد السيد “بن عودة” أن تغذية الدجاج بمداجن مجمع “بلحوسين” المنتشرة في كل من قديل وسيدي الشحمي، تُكلفهم يوميا 360 مليون سنتيم، وهو مبلغ كبير جدا لا يمكنهم تحمله مستقبلا مع انهيار أسعار الدجاج، فالمجمع كان يمون السوق بـ40 ألف دجاجة أسبوعيا، واليوم يتوجب عليه تحمل خسائر إضافية والمُغامرة بمستقبل أكثر من 60 عاملا، وأضاف أنه أمام استفحال هذه الأزمة عرض المربون على “مجمع تربية الدواجن للغرب” بمستغانم، شراء “الصوص” بـ50 دج، لتفادي إعدامه في المزابل العمومية، على أن يقوم الأخير بشراء الدجاج منهم بـ230 دج، وبذلك نُجنب البلاد تكبد هذه الخسائر غير المعقولة، ونضمن تزويد المستهلك باللحوم البيضاء بأسعار معقولة ومتوازنة، وأشار مربو الدجاج إلى أن شعبتهم تعيش فوضى عارمة نتيجة غياب التخطيط وانعدام التنسيق مع الأطراف المُتدخلة في تربية الدجاج، وهو ما يُفسر تقلص أعداد الدجاج البياض، وارتفاع سعر البيض إلى 17 دج للبيضة الواحدة، وهذا مؤشر خطير للغاية، يُنبئ بأن القادم سيكون أسوأ.
كما تجدر الإشارة إلى أن جريدة الشروق سبق لها أن تعرضت أواخر شهر جوان الماضي، للإضراب عن العمل الذي شنه عمال مذبح “رمشافي” بوحدتيه ببلدية سيدي براهيم وقرية الهبارة بسيدي بلعباس، التابع لـ”مجمع تربية الدواجن للغرب” بمستغانم، احتجاجا على تأخر صب رواتبهم للشهر الثاني على التوالي، حيث كشف مدير المذبح ببلدية سيدي براهيم في اتصال مع “الشروق”، بأن “نشاط المذبح متوقف منذ شهر تقريبا بسبب انخفاض سعر الدجاج في السوق، وأنه لن يستأنف عملية الذبح إلا بعد ارتفاع سعر الدجاج فوق 320 دج، لتفادي البيع بالخسارة”، ومن هنا يتجلى بوضوح أن شعبة تربية الدواجن باتت غارقة في الأزمات سواء تعلق الأمر بالمربين الخواص أو المجمعات العمومية، الأمر الذي يتطلب التحرك بسرعة قبل تدهور الأوضاع أكثر، والتهاب أسعار الدجاج في قادم الأيام لتتجاوز سقف 800 دج بحسب ما أفاد به المربون الخواص.
أ. أوكيلي


مصدر: الشروق أونلاين

شاهد أيضا