المغرب : خبراء يسلطون الأضواء على تحديات المرأة المزارعة في القارة الإفريقية



المغرب : خبراء يسلطون الأضواء على تحديات المرأة المزارعة في القارة الإفريقية

أجمع عدد من الخبراء على أن المزارعات في إفريقيا يقدن معركة من أجل تعزيز وجودهن وأخذ مكانهن مثل الرجال، واقترحوا في هذا الصدد عدداً من التدابير لتحسين وضعهن الاقتصادي والاجتماعي. وذكر هؤلاء الخبراء ضمن ندوة رقمية نظمت من طرف مبادرة “Trait d’union” التي أطلقتها مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، الثلاثاء، أن نسبة النساء الأوروبيات اللواتي يسيرن استغلاليات فلاحية تناهز 29 في المائة، فيما تشكل النساء في إفريقيا غالبية اليد العاملة بنسبة 60 في المائة. وتحدث المتدخلون في هذه الندوة، المنظمة تحت عنوان “النساء المزارعات.. رؤى متقاطعة بين أوروبا وإفريقيا”، عن تطور الفلاحة في أوروبا بفضل المكننة، وعن القوانين التي منحت حقوقاً متساوية للنساء مع الرجال، ولذلك تمكنَّ من الوصول إلى مناصب المسؤولية في مزارعهن. وتطرقت المداخلات إلى واقع الفلاحة في القارة الإفريقية وموقع النساء فيها، كاشفة أنهن يشتغلن عاملات في المزارع التي يملكها الرجال، وذلك بسبب ارتفاع معدل الأمية التي تعيق تحررهن. وشدد هؤلاء الخبراء على أهمية الفلاحة العائلية التي تشكل اليوم مصدر رزق مباشر لـ 40 في المائة من الساكنة العالمية، أي ما يناهز 2,6 مليار نسمة. والملاحظ أن النموذج الطاغي على الفلاحة العائلية في القارة الإفريقية يعطي التسيير للرجل، مستنداً في ذلك إلى كونه رب الأسرة، وهو ما يجعل المرأة المزارعة مهمشة. ولمواجهة هذا الوضع، كانت فرنسا قد أحدث سنة 1985 شركة فلاحية ذات مسؤولية محدودة تمكن الزوجين بشكل قانوني أن يكونا الشريكين الوحيدين للاستغلالية الفلاحية، وهو ما ساهم في تعزيز تمثيلية المرأة في الفضاء الفلاحي، وبالتالي الاعتراف بمكانتها وعملها. وأبرز المشاركون في الندوة حاجة النساء إلى تقدير دورهن الأساسي في الاستغلاليات الفلاحية؛ ففي إفريقيا جنوب الصحراء، كمثال، تنتج النساء ما يصل إلى 80 في المائة من المواد الغذائية الاستهلاكية من طرف الأسر والأسواق المحلية. وفي نيجيريا، أشار تقرير للبنك الدولي إلى أن النساء يشكلن ما بين 60 إلى 80 في المائة من اليد العاملة الفلاحية، أما الرجال فيحظون بحصة الأسد في تدبير الاستغلاليات الفلاحية. وكنتيجة لذلك، تركز خدمات التوجيه الفلاحي عادة على الرجال، وهو ما يجعل المرأة تواجه صعوبات في الوصول إلى الموارد مثل الأراضي والقروض وعوامل الإنتاج الأخرى. ومن أجل خفض الفوارق بين النساء والرجال في الفلاحة الإفريقية، اقترح المشاركون في الندوة سياسات ذات أولوية، من بينها تقوية الحقوق العقارية للمرأة، وتأهيل اليد العاملة النسائية، وتشجيع النساء على استعمال الأسمدة بشكل أكبر وبجودة عالية والبذور الجيدة. كما اقترحوا الترويج للزراعات ذات القيمة المضافة العالية لممارستها من طرف المزارعات، وتأمين وصولهن إلى الأسواق، وتكييف الخدمات لصالحهن وتمكينهن من المعارف الزراعية.


مصدر: hespress.com

شاهد أيضا