تونس :في افتتاح أول وحدة إنتاج "كواشف" بيولوجية في تونس.. تونس تلتحق بركب الدول المتقدمة في صناعة "الكواشف" البيولوجية



تونس :في افتتاح أول وحدة إنتاج "كواشف" بيولوجية في تونس.. تونس تلتحق بركب الدول المتقدمة في صناعة "الكواشف" البيولوجية

أعلن أول أمس الرئيس المدير العام لشركة "يونيماد" المختصة في تصنيع المنتجات الطبية، رضا شرف الدين، في تصريح لـ"الصباح"، عن افتتاح أول وحدة إنتاج للكواشف البيولوجية في تونس، مشيرا الى أن هذه الوحدة ستساهم في تطوير جهود تونس للكشف المبكر عن الأمراض المعدية بشكل سريع، مثل الملاريا ومتحورات فيروس كورونا وأيضا الكشف المبكر عن الحمل.

وقال رضا شرف الدين في معرض رده على تساؤلات "الصباح" ، أن القسط الأول من المشروع بلغ 1.5 مليون دينار، ويأتي ضمن جهود رفع التعاون مع اليابان في المجال الاقتصادي وخاصة في المجالات الطبية والشبه الطبية، مبرزا أن هذه الشراكة منحت تونس تكنولوجيا ثورية في صناعة اللوازم الطبية وخاصة صناعة "الكواشف" البيولوجية، من خلال تقنية تملكها 3 دول في العالم، وتونس باتت السباقة في هذا المجال بما يمكنها من العمل مستقبلا بأريحية، سواء للكشف عن كافة الأوبئة أو الأمراض المعدية أو الفيروسات بمختلف أنواعها.

وتابع رضا شرف الدين بالقول "كما يمكننا العمل في الأسواق الإفريقية والعالمية، عبر تصدير هذه" الكواشف"، والتي تربح الدول الكثير من الوقت للكشف المبكر عن الأمراض"، مؤكدا أن الآلات والتجهيزات التي تم استقدامها من اليابان، تمكن من تشخيص 330 ألف حالة في الشهر، وهو رقم قياسي، ما يجعل بلادنا آمنة من حيث سرعة تشخيص الأمراض والفيروسات المعدية.

وكشف شرف الدين أن مختبرات الشركة اليابانية، قررت أن تملك تونس تقنياتها حصريا، ومنها يتم صناعة "الكواشف" الطبية المتطورة وتصديرها لدول إفريقيا وبقية دول العالم.

شراكة يابانية تونسية متقدمة

وتشهد الشراكة بين تونس واليابان تقدما ملموسا وكبيرا في مجال الصحة من خلال التدشين الرسمي يوم الاثنين 25 سبتمبر 2023 لوحدة الإنتاج الجديدة "نيبوماد" لتصنيع الكواشف البيولوجية للتشخيص السريع.

ويعتبر إنجاز هذه الوحدة ثمرة اتفاقية شراكة أبرمت يوم 14 جوان 2022 بالقلعة الكبرى بين شركة "يونيماد" التي اختارها الشركاء اليابانيون باعتبار أنها المختبر الصيدلاني الإفريقي الوحيد لتصنيع اختبارات التشخيص السريع لكوفيد-19 وأمراض أخرى والشركة اليابانية G Cube . وتتطلّع وحدة الإنتاج "Nippomed" إلى أن تكون رائدة ومبتكرة في تصنيع أدوات التشخيص الطبي عالية الجودة.

وحسب المشرفين، فإن الوحدة الإنتاجية ستحدث ثورة في عالم التشخيص الطبي من خلال الابتكار والتميز، وستمكّن من تطوير اختبارات تشخيصية أكثر سرعة، وأكثر دقة من أجل التوصّل إلى الكشف المبكر عن الأمراض، وبالتالي تحسين الرعاية الصحية والمساعدة في الحفاظ على أرواح الناس.

وسيتم إنتاج هذه المجموعات التشخيصية وتصميمها بأحدث التكنولوجيات وبما يتوافق مع معايير الجودة والسلامة على غرار مجموعات اختبارات الحمل عالية الدقة التي ستصنع لأول مرة في تونس والتي تم تقديمها خلال حفل تدشين "نيبوماد".

وقد جرى هذا الحفل بحضور سفير اليابان بتونس السيد " أوسوغا تاكيشي " والمدير العام لشركة "أونيماد" والرئيس المدير العام لشركة "نيبوماد" الدكتور رضا شرف الدين والرئيس المدير العام للشركة اليابانية G CUBE السيد "كينجي نيشيمورا" ورئيس غرفة التجارة والصناعة التونسية اليابانية السيد ناصف بلخيرية.

وشهد الحفل كذلك حضور عدّة شخصيات أخرى مؤثّرة في مجالات الصيدلة وأكاديميين، وصناعيين، بالإضافة الى وسائل الإعلام التونسية واليابانية وممثلين عن المجتمع المدني.

وأشار المدير العام لشركة "أونيماد" والرئيس المدير العام لشركة "نيبوماد" الدكتور، رضا شرف الدين إلى أن إنشاء هذه الوحدة الجديدة يمثّل تقدما جديدا في الخبرات المشتركة بين اليابان وتونس من أجل البناء في مجال الصحة لنظام صناعي تنافسي، ومستدام يقوم على نقل التكنولوجيات وتعزيز القدرات التونسية للاستجابة للاحتياجات الحالية والمستقبلية للسوق العالمية.

التوجه نحو الريادة

وقال رضا شرف الدين في معرض حديثه، أن شركة "نيبوماد" تتطلع إلى أن تصبح مؤسسة رائدة في مجال التشخيص الطبي. ومن خلال فريق تونسي موهوب ومتفان ومستعد لمواجهة تحديات التشخيص الطبي الحديث وكسبها سنقوم بإنتاج أحدث المعدات المصممة بأحدث ما جادت به التكنولوجيا".

ومن جانبه رحّب سفير اليابان بتونس السيد "أوسوغا تاكيشي" بافتتاح هذه الوحدة الجديدة، معتبرا أن هذا المشروع التونسي الياباني الجديد هو دون أدنى شك دليل صادق وتأكيد على الاعتراف بالمهارات التونسية من قبل الفاعلين الاقتصاديين اليابانيين.

وتابع بالقول إن اليابان ستعزز شراكتها مستقبلا مع تونس، خاصة في المجال الطبي، مبرزا أن تونس تزخر بالكفاءات الطبية الهامة، والجهود ستبذل لمزيد رفع مستوى المؤسسات التونسية التي تنشط في صناعة اللوازم الطبية، ونقل كافة التكنولوجيات الحديثة لها، مبرزا أن التعاون مع شركة "يونيماد" التونسية يتطور بشكل لافت، وسيقع تعزيزه مستقبلا عبر تقنيات جديدة متنوعة للتشخيص المبكر عن الأمراض، وأيضا النهوض بالصناعات الطبية في تونس.

اللحاق بركب الدول المتقدمة

جدير بالذكر، فإن الكواشف البيولوجية هي مواد كيميائية أو جزيئات حيوية تستخدم للكشف عن وجود أو عدم وجود مادة أخرى. تستخدم في مجموعة واسعة من التطبيقات، بما في ذلك التشخيص الطبي، والبحث العلمي، ومراقبة الجودة.

وفي تونس، يتم إنتاج الكواشف البيولوجية من قبل عدد من الشركات المحلية والدولية. وشهدت تطورا لافتا في الفترة الأخيرة مع الشريك الياباني، حيث تم أمس الأول افتتاح أول وحدة إنتاج محلية للكواشف البيولوجية بسوسة. ويمكن لهذه الوحدة إنتاج عدد قياسي من الكواشف البيولوجية، لأمراض عدة مثل الملاريا ومتحورات فيروس كورونا وأيضا الكشف المبكر للحمل.

وتستخدم الكواشف البيولوجية في تونس في مجموعة واسعة من المجالات، بما في ذلك التشخيص الطبي لاكتشاف الأمراض، مثل الملاريا، فيروس كورونا، والسرطان، وأيضا في البحث العلمي لدراسة العمليات البيولوجية، مثل الوراثة، والتطور، والأمراض، كما تستخدم لمراقبة جودة المنتجات الغذائية، والمياه، والأدوية.

ويساهم إنتاج الكواشف البيولوجية في تونس في تطوير القطاع الصحي والبحث العلمي في البلاد. كما أنه يوفر فرص عمل جديدة للمواطنين التونسيين، ومن بعض المزايا الرئيسية لإنتاج الكواشف البيولوجية في تونس، توفر فرص عمل جديدة للمواطنين التونسيين، وتطوير القطاع الصحي والبحث العلمي في البلاد، وتقليل الاعتماد على الواردات.

ويواجه إنتاج الكواشف البيولوجية في تونس بعض التحديات، مثل المنافسة من الشركات الأجنبية، والحاجة إلى الاستثمار في البحث والتطوير، والحاجة إلى تحسين البنية التحتية، لكن على الرغم من هذه التحديات، فإن إنتاج الكواشف البيولوجية في تونس يتمتع بإمكانيات نمو كبيرة خلال الفترة الأخيرة، وخصوصا منذ تطوير الشراكة مع اليابان.



مصدر: https://www.assabahnews.tn

شاهد أيضا