انسجاما مع شعار الدورة الثالثة والثلاثين لأيام قرطاج السينمائية "حل ثنية" رسمت شركة اتصالات تونس طريقا مدادها من فن وتكنولوجيا، طريقا تتجاوز السطحي لتلامس عمق الإنسان.

في مدينة الثقافة، على الجهة اليمنى قبالة الباب الخارجي، "بوكس" لاتصالات تونس يحاكي الصندوق الأسود بكل ما يحمله من معاني رمزية منها أنه فضاء لاختزان الذكريات، تدخله ويغلق الباب من خلفك وتبدأ التجربة الحسبة الفنية التي خُلقت بالتعاون مع الفنان البصري فريد الصانع.

مع شارة الضوء الأولى، يسكت بعض السواد في البوكس، ويتناثر شريط حياتك شظايا أمامك وأنت تلاحق رقصات الضوء وتتمثل نفسك في كل صورة تتبدى ملامحها وتواصل رسمها على طريقتك.

مشاهد كثيرة تتهاطل كما قطرات المطر، آفاق كثيرة تمتد إليك لتذكرك أنك لست وحيدا وثنايا كثيرة تتفتّح أمامك كما الأزهار وأصوات تخاطب عمقك أن انهض فعلى هذه الأرض ما يستحق الحياة.

تجربة حسية وجودية وفنية، ينتفي معها الزمان والمكان ويتحرك فيها الجسد على إيقاع امتداد خيوط الضوء التي بدت كبرزخ بين التجريد والخيال شكل ملامحه فريد الصناع الذي حمل الفن البصري إلى مساحات أخرى ذات أبعاد فلسفية، مساحات تستفز الدواخل وتغازل الحواس.

في لحظة ما وبعد أن تتماهى كل خلايا جسدك مع الفضاء المسكون بالخيال تندمج الذات مع رسائل الضوء وتتأهب الحواس للبوح فتتحرر من ثقلها، فتنعتق وتتهاوى كل الحواجز لترسم لنفسك "ثنية" تشبهك بعد أن تكون قد أضاءت لك التجربة الزوايا المظلمة.