اتجه قطاع الرعاية الصحية الي مواكبة التحول الرقمي مقارنة بغيره من القطاعات الاقتصادية الرئيسية، إذ تأخر اعتماد الحلول التقنية الحديثة في تحسين تجارب المرضى على الرغم من توظيف التكنولوجيا على نحوٍ واسع في المعدات الجراحية وصناعة الأدوية.

وتشهد تطبيقات حجز مواعيد الرعاية الصحية حضوراً أكبر مع زيادة وعي المرضى وزيادة الإقبال على الحلول الرقمية، وتتسم هذه التطبيقات بسهولة الاستخدام مع مزايا كثيرة تتيح الإشراف المتكامل على المرضى وتزويدهم بالدعم على مدار الساعة والحفظ الرقمي للسجلات وغيرها من إشعارات التذكير المؤتمتة.

ومن المتوقع أن تبلغ قيمة السوق العالمية لبرامج حجز المواعيد الطبية 738.6 مليون دولار بحلول عام 2027، بمعدل نمو سنوي مركب يصل إلى 13.67% مدفوعاً بقدرة المنصات على توفير التكاليف التي تتكبدها جميع الجهات المعنية، فضلاً عن الحدّ من الأعمال الورقية والارتقاء بتجربة المرضى وغيرها من الفوائد.

وقال الخبراء إن الاعتماد علي الطرق التكنولوجية الحديثة في القطاع الطبي يسهم في تجنب الكثير من المعوقات التي تواجه الأسلوب التقليدي في التعامل مع القطاع الطبي و الذي يتمثل في تأخر المرضى عن المواعيد المحددة أو عدم حضورهم بدون تنبيه مسبق أو تحديد مواعيد جديدة، ما يؤدي إلى صعوبة تعويض هذه المواعيد نظراً لضيق الوقت.

وتتسبّب هذه الحالات بحدوث إشكاليات بين الجهات المسؤولة عن التطبيقات ومزودي الرعاية الطبية، مما يؤثر على سير الأعمال وهيكليتها والإيرادات المتوقعة. وتواجه المنصات الرقمية عموماً صعوباتٍ أخرى، مثل تخلي المستخدمين عن الخدمات لفترةٍ طويلة أو عدم إتمام الخطوات الخاصة بالطلبات، مما يزيد أهمية الحفاظ على المستخدمين الحاليين والتفاعل معهم بدلاً من محاولة استقطاب المزيد منهم، ويحمل هذا التوجه آفاقاً واعدة بالنسبة لقطاع الرعاية الصحية في الشرق الأوسط.

وقال امير برسوم الرئيس التنفيذي لاحدث منصات الرعاية الصحية لخدمات العيادات الخارجية، ان استخدام التكنولوجيا يسهم في توفر للمرضى تجارب مريحة واستثنائية من خلال ثلاث خدمات رئيسية، هي الاستشارات الطبية وطلب الأدوية عبر الإنترنت والتشخيص. مشيرا الي اهمية الاحتفاظ بمستخدمي المنصة المسجلين فعلا الي جانب استقطاب مستخدمين

وتابع أن الاحتفاظ بالمستخدمين على منصة رقمية يتطلب الاهتمام بالعديد من الجوانب الأساسية، كتحسين تجربة المستخدم وتعزيز مستويات الولاء والتخصيص.
وفي حال بدأ المستخدم تجربته مع المنصة ولم يكملها يتم إرسال إشعار حول الاستشارات بعد 15 يوماً من تاريخ توقفه عن التفاعل مع التجربة، يليه إشعار آخر بعد 15 يوماً عند عدم الاستجابة.

وعلى نحو مشابه، يتم إرسال رسالة تذكيرية خلال 60 يوماً بين كل إشعارين لتشجيع المستخدم على إكمال الرحلة. واقترنت الحملة التنشيطية والموجهة لقائمة ثابتة من المستخدمين بمجموعة من العروض، وقال فادي برسوم، مسؤول تطوير التطبيق إن الاحتفاظ بالعملاء يلعب دوركبير في مستقبل القطاع ككل، موضحا أن زيادة التعامل الإلكتروني في القطاع الطبي ساهم في زيادة مستويات الطلب على الأدوية بنسبة 47% وتزايد فرص التفاعل المتبادل بين المستخدمين الراغبين بحجز مواعيد.