المغرب : الأشجار المثمرة والخضروات .. الحصيلة في ظل موسم فلاحي صعب



المغرب : الأشجار المثمرة والخضروات .. الحصيلة في ظل موسم فلاحي صعب
تميز الموسم الفلاحي الأخير بتباين كبير في درجات الحرارة الدنيا والقصوى، مما أدى إلى صدمات حرارية تسببت في اضطرابات في دورات إنتاج المحاصيل، لا سيما تلك الخاصة بالطماطم في فبراير والحبوب في مارس وأبريل، وبالإضافة إلى ذلك، كان للظواهر المناخية القصوى المسجلة، مثل موجات الحر، تأثير سلبي على الإزهار والإثمار لأهم سلاسل الأشجار المثمرة، لا سيما في جهتي مراكش آسفي وبني ملال خنيفرة.

وأوضحت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أن الموسم الفلاحي الذي انتهى، جاء في سياق مناخي صعب استمر لخمس سنوات، تميز بسلسلة من سنوات الجفاف (4 سنوات من أصل آخر 5 سنوات)، مبرزة أن مؤشر الغطاء النباتي لهذا الموسم كان أقل بكثير من متوسط طويل المدى (20 سنة الماضية).

وأفادت الوزارة، في بلاغ، أن التساقطات المطرية، رغم أنها كانت ضعيفة وغير منتظمة مع تراكم على المستوى الوطني قدره 249 ملم إلى غاية 31 غشت 2023، إلا أنها سجلت زيادة بنسبة 21 بالمائة مقارنة بالموسم السابق (205 ملم)، وانخفاض قدره 32 بالمائة مقارنة بموسم عادي (365,6 ملم).

وأكد البلاغ أنه لم يكن لهذا المستوى لتساقط الأمطار أي تأثير إيجابي على احتياطيات السدود، فقد بلغ احتياطي السدود ذات الاستعمال الفلاحي الى غاية 31 غشت 2023، نسبة 3,6 مليار متر مكعب، مقارنة بـ3,2 مليار متر مكعب في الموسم السابق بنفس التاريخ، أي بمعدل ملء 26 بالمائة مقابل 23 بالمائة.

وأبرز البلاغ أنه وعلى الرغم من الظروف المناخية والمائية الغير ملائمة والزيادة في تكاليف الإنتاج، حافظت سلاسل الأشجار المثمرة والخضروات على مستويات جيدة عموما من حيث أداء الإنتاج، مما ساهم في النمو الفلاحي

21 مليار درهم

ومن الناحية الاقتصادية، ستمكن سلاسل الأشجار المثمرة الخريفية (التي يتم حصادها في الخريف) من تحقيق رقم معاملات قدره 21 مليار درهم، بما في ذلك 36 بالمائة من أشجار الزيتون، و28 بالمائة من الحوامض، و21 بالمائة من أشجار التفاح و15 بالمائة من أشجار النخيل، وبالتالي، تسجيل زيادة بنسبة 10,5 بالمائة مقارنة بالموسم السابق الذي سجل 19 مليار درهم.

وسجلت سلسلة الحوامض أداء ملحوظا في ضل سياق مناخي غير ملائم، مع التقنين الشديد لمياه الري. بالفعل، سيصل الإنتاج المتوقع لخريف 2023 إلى حوالي 1.7 مليون طن، ما يعادل رقم معاملات قدره 5.7 مليارات درهم على مساحة إنتاجية تبلغ 121,5 ألف هكتار، مقارنة بموسم الحوامض السابق، ارتفع الإنتاج بنسبة 4,2 بالمائة ورقم المعاملات ب8 بالمائة.

وفي ما يتعلق بسلسلة الزيتون، لخريف 2023، يقدر الإنتاج الوطني المتوقع من الزيتون بـ1,07 مليون طن، مقارنة بالموسم السابق، على الرغم من العجز الحاد في المياه الذي لا يزال قائما. ومن حيث رقم المعاملات المتوقع، فإن هذا الإنتاج سيمكن من تحقيق أكثر من 7,5 مليار درهم، أي بارتفاع 10 بالمائة.

وانخفض هذا الإنتاج بنسبة 44 بالمائة مقارنة بإنتاج خريف عام 2021، الذي سجل أعلى مستوى له على الإطلاق ب 1,9 مليون طن، هذا الانخفاض في الإنتاج، الذي أثر خصوصا على جهة مراكش آسفي وجهة الشرق وجهة بني ملال-خنيفرة هو نتيجة لسوء الظروف المناخية، وخاصة الجفاف والصدمات الحرارية والبرد في بعض المناطق.

أما بالنسبة لسلسلة نخيل التمر، فإن الإنتاج المتوقع للتمور يقدر ب 115 ألف طن، بزيادة 6,5 بالمائة مقارنة بإنتاج خريف 2022، مع تحقيق رقم معاملات من المتوقع أن يفوق3.1 مليارات درهم، بارتفاع 11 بالمائة مقارنة مع الموسم السابق. وتبلغ المساحة التي يشغلها نخيل التمر على المستوى الوطني حوالي 67000 هكتار، ليبلغ العدد الإجمالي حوالي 7,2 مليون شجرة.

ومن المتوقع أن يعرف إنتاج التفاح زيادة في الإنتاج بنسبة 3 بالمائة مقارنة بخريف 2022، أي حجم 881,3 ألف طن، مع تحقيق رقم معاملات بحوالي 4,4 مليار درهم، بارتفاع 12,8 بالمائة مقارنة بالموسم السابق.

وفي ما يتعلق بزراعة الخضراوات والفواكه، يمكن برنامج الزراعات الصيفية الأخير بإنتاج يقدر بحوالي 1,2 مليون طن يتم حصادها في الخريف، بما في ذلك 762 ألف طن من الطماطم و114 ألف طن من البطاطس و6,3 ألف طن من البصل.

ويضمن هذا الإنتاج تموين السوق الوطنية، أما بالنسبة لبرنامج توزيع زراعات الخضروات والفواكه الخريفية، والذي يستمر خلال هذه الفترة وسيمتد على مساحة 102 ألف هكتار، سيمكن من تحقيق إنتاج متوقع بحوالي 2.9 مليون طن مما سيضمن تزويد السوق بالخضروات الرئيسية خلال فصلي الشتاء والربيع.

تصدير وسوق محلية

ومع إعطاء الأولوية للسوق الوطني، تتم مواصلة دينامية التصدير بطريقة خاضعة للرقابة والتنسيق بين الحكومة والمهنيين في القطاع الفلاحي من أجل ضمان تزويد منتظم من المنتجات الفلاحية إلى السوق الوطنية وبالتالي ضمان الأمن الغذائي للبلاد.

وبالنسبة لموسم 2022-23، بلغت صادرات الطماطم 727 ألف طن، بزيادة قدرها 4 بالمائة مقارنة بالموسم السابق، أما بالنسبة للحوامض، بجميع أنواعها، فإن الصادرات وصلت الى حدود 473 ألف طن، بانخفاض قدره 38 بالمائة مقارنة بالموسم السابق، وقد أثر الانخفاض على كل من البرتقال (-65٪) والتوت (-33%).

وعلى الرغم من الظروف المناخية الغير مناسبة والاختلالات الدورية، سجل القطاع الفلاحي، حسب الوزارة، نموا إيجابيا متوقعا بنسبة 3 بالمائة مقارنة ب -14,8 بالمائة في الموسم السابق، مما أظهر مرونة كبيرة للقطاع.


مصدر: https://snrtnews.com/

شاهد أيضا