المغرب : الإقبال على خدمات الدفع الإلكتروني لا يتجاوز نسبة 17% في المغرب



المغرب : الإقبال على خدمات الدفع الإلكتروني لا يتجاوز نسبة 17% في المغرب

قال البنك الدولي إن الإقبال على خدمات الدفع الرقمي في المغرب لا يتجاوز 17 في المائة من طرف البالغين 15 سنة فأكثر. وذكر البنك في تقرير حديث له أن 62 في المائة من الأفراد يستخدمون الإنترنت، فيما تصل النسبة المئوية للسكان الذين لديهم تغطية بالجيل الرابع إلى 98 في المائة. ورغم ذلك، فإن الإقبال على خدمات الدفع الرقمي والشراء عبر الإنترنت ما تزال ضعيفة. وأفادت المعطيات بأن استخدام الإنترنت للشراء من طرف المغاربة لا تتجاوز نسبته 1,6 في المائة من البالغين 15 سنة فأكثر، أما عدد المتوفرين على حساب خدمات مالية عبر الهاتف المحمول فيقدر بـ1 في المائة من الفئة نفسها. وأبرز التقرير أيضاً أن 1 في المائة فقط من البالغين في المغرب يستخدمون الخدمات المصرفية عبر الإنترنت، فيما يقدر من يتلقون أجورهم في حساب بنكي بحوالي 36 في المائة. وعلى مستوى استخدام الشركات للبريد الإلكتروني، فإن النسبة تناهز في المغرب 97 في المائة، فيما لا تتوفر 45 في المائة من الشركات على موقع إلكتروني خاص بها. منافع اقتصادية أكد البنك الدولي في تقريره أن اعتماد التقنيات الرقمية في بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من شأنه أن يحقق منافع اجتماعية واقتصادية هائلة تصل قيمتها إلى مئات المليارات من الدولارات سنوياً. وجاء في التقرير الصادر بعنوان “إيجابيات التكنولوجيا الرقمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: كيف يمكن أن يؤدي اعتماد التكنولوجيا الرقمية إلى تسريع وتيرة النمو وخلق فرص العمل؟”، أن الاستخدام واسع النطاق للخدمات الرقمية، مثل خدمات الهاتف المحمول والمدفوعات الرقمية، من شأنه أن يعزز النمو الاقتصادي. وذكر التقرير أن أحد الأسباب الرئيسية لتعزيز النمو يرجع إلى أن التقنيات الرقمية تساعد على خفض التكلفة المرتفعة للمعلومات التي تقيد المعاملات الاقتصادية، وأن هذه التكلفة تتراجع عندما يستخدم المزيد من المواطنين هذه التقنيات. ووفق الوثيقة ذاتها، فإن الرقمنة الكاملة للاقتصاد يمكن أن ترفع نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي بنسبة لا تقل عن 46 في المائة على مدى 30 عاما، أو من حيث القيمة الدولارية لمكاسب طويلة الأجل لا تقل عن 1.6 تريليون دولار. وبناء على التقديرات الواردة في التقرير، يمكن أن يصل نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي في المنطقة خلال السنة الأولى إلى 300 مليار دولار، وستكون هذه الزيادة أكثر وضوحا في البلدان الأقل دخلا في المنطقة. إزالة الحواجز تعليقا على معطيات التقرير، قال فريد بلحاج، نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن “المكاسب التي تتحقق من زيادة التحول إلى اقتصاد رقمي هائلة، وينبغي على الحكومات أن تفعل كل ما في وسعها لإزالة الحواجز التي تحول دون هذا التحول”. وتوقع التقرير أن يؤدي اعتماد التقنيات الرقمية بصورة شاملة إلى مضاعفة معدل مشاركة النساء في القوى العاملة بنحو 20 نقطة مئوية على مدى 30 عاما، ليتنقل من 40 مليون امرأة إلى 80 مليونا، كما ستزيد فرص العمل في شركات الصناعات التحويلية بنسبة 5 في المائة على الأقل على مدى 30 عاما، أي ما يعادل 1.5 مليون فرصة عمل، و50 ألف فرصة عمل إضافية في الصناعات التحويلية في المتوسط سنويا. وأورد البنك الدولي أن تبني الرقمنة في الاقتصاد من شأنه أن يحد من البطالة الاحتكاكية من 10% إلى 7% من قوة العمل على مدى ست سنوات، ومن البطالة الاحتكاكية الصفرية في غضون 16 عاما. ويقصد بالبطالة الاحتكاكية، أو الطبيعية، الوقت الذي يستغرقه العمال في البحث عن وظائف جديدة أو الانتقال بين الوظائف طواعية. وأبرز التقرير مفارقة رقمية تنفرد بها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ ففي حين بدأ سكان المنطقة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على مستوى أعلى من المتوقع نظراً لمستويات نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي، فإن استخدام السكان للإنترنت والأدوات الرقمية، مثل المعاملات المالية عبر الهاتف المحمول لسداد قيمة الخدمات، أقل مما كان متوقعا في ضوء مستوى دخل البلدان. ولاحظ التقرير أن نحو 66% من سكان المنطقة يستعملون الإنترنت في حين لا يستخدمها سوى 61% في منطقة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، ولا يستخدمها سوى 54% في منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ. أما من حيث المدفوعات الرقمية، فيبلغ استخدامها في البلدان النامية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (أي البلدان غير الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي) حوالي 32% مقابل 43% في منطقة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي. ونبه التقرير إلى أن الافتقار إلى الثقة المجتمعية في المؤسسات الحكومية والمؤسسية، علاوة على القوانين التنظيمية التي تجعل التحول الرقمي أكثر صعوبة، من بين الأسباب المحتملة لهذا التحفظ في استخدام التكنولوجيا الرقمية في المعاملات المالية. ودعا البنك الدولي دول المنطقة إلى اتخاذ إجراءات لتعزيز الإطار التنظيمي الداعم لمعاملات التجارة الإلكترونية، بما في ذلك التوقيعات الإلكترونية وحماية خصوصية البيانات والأمن السيبراني، وقال إن تسريع وتيرة التحول نحو الاقتصاد الرقمي يستلزم إعطاء الأولوية للإصلاحات اللازمة لزيادة استخدام المدفوعات الرقمية.



مصدر: hespress.com

شاهد أيضا