الجزائر: هل تريد أوربا طاقة من الجزائر دون أن تدفع فلسًا؟



الجزائر: هل تريد أوربا طاقة من الجزائر دون أن تدفع فلسًا؟

أظهرت المقابلة التي أجراها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، مع قناة الجزيرة القطرية، أن الاتحاد الأوروبي قد أحجم عن تمويل مشروع طاقوي فريد من نوعه لنقل الغاز والهيدروجين والأمونيا والكهرباء عبر خط أنابيب يمر عبر جزيرة سردينا، بشكل أوحى أن أوروبا تريد الحصول على طاقة دون أن تضخ فلسا واحدا لتمويل الاستثمارات.

وخلال المقابلة، قال الرئيس تبون إن المعاهدات الموقعة مع ايطاليا أكثر من استراتيجية، تضاف لها الروابط المتينة جدا والتي تعود حتى إلى أيام الثورة التحريرية ثم العشرية السوداء.

وأوضح رئيس الجمهورية، أن الاتفاقية الطاقوية مع ايطاليا تشمل الغاز والكهرباء والهيدروجين مستقبلا، مشيرا إلى إعادة دراسة مشروع خط الأنابيب الذي تجمد سابقا، في إشارة إلى غالسي، الذي يربط البلدين مرورا بجزيرة سردينيا، وسنقوم بإنجازه.

وكشف الرئيس تبون عن صعوبات تواجه تمويل هذا المشروع، الذي يعتبر فريدا من نوعه في العالم، من طرف الاتحاد الأوربي، قائلا “التمويل من الممكن أن نتشارك فيه مع ايطاليا ونقوم بإنجازه”.

وحملت تصريحات الرئيس تبون دلالات واضحة عن إحجام أوروبي عن تمويل مشروع طاقوي فريد من نوعه، بإمكانه نقل الطاقة الأحفورية، وأيضا الطاقات المتجددة من خلال الهيدروجين وأيضا الكهرباء الذي يتم إنتاجه من محطات شمسية في الصحراء الجزائرية، بعد أشهر من دعوة صريحة وجهها وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب لدول القارة العجوز، بضرورة الانخراط في تمويل استثمارات طاقوية بالجزائر، إن هي أرادت الحصول على مصادر طاقة مضمونة وموثوقة.

وخلال انعقاد المنتدى الجزائري الأوربي للطاقة شهر أكتوبر الماضي بالجزائر العاصمة، شدد محمد عرقاب على أن تصور الجزائر للتعاون مع الاتحاد الأوروبي، لابد وأن يكون شاملا ومفيدا للطرفين، وألا ينحصر دور الجزائر فيه على كونها الممون الرئيس والتقليدي للأسواق الأوروبية بالطاقة، بل يجب أن يتعداه إلى جميع الجوانب الأخرى المتعلقة بالطاقة كالربط الكهربائي، وتطوير الهيدروجين والطاقات الجديدة والمتجددة وكفاءة الطاقة بالإضافة إلى نقل التكنولوجيا والمعرفة.

وجاءت تصريحات عرقاب مدعومة باعتماد الجزائر على منظومة قانونية جديدة لقطاع المحروقات، تضمنت تحفيزات عديدة للمستثمرين الأجانب، يضاف لها صدور نص قانوني جديد منظم للاستثمار ونصوصه التطبيقية.

وكما هو معلوم، فإن مشروع خط أنابيب الغاز “غالسي”، توقف في مهده قبل 10 سنوات، بقرارات إدارية من الحزب الديمقراطي (اليساري) الحاكم حينها، وهو ما حرم البلاد حسب وسائل إعلام ايطالية، من 10 مليارات متر مكعب من الغاز الجزائري سنويا، عبر هذه المنشأة التي لم تر النور إلى اليوم.

وفي هذا السياق، يرى الإعلامي المتخصص في شؤون الطاقة، صالح سليماني، أن أوربا ليست هي العالم وعلى الجزائر تحفيز قدوم مستثمرين من كل أنحاء العالم.
وأوضح صالح سليماني في تصريح لـ “الشروق” أن هذا التردد الأوربي مرتبط بتقاسم المخاطر، خصوصا فيما يتعلق بالطاقات المتجددة والهيدروجين على سبيل المثال الذي تعول عليه الدول الأوربية لتنويع مصادر إمدادها بالطاقة، وهي أسواق لا تزال غير منظمة كفاية والرؤية ليست واضحة فيها لاسيما ما تعلق بالتسويق.

وحسب سليماني، فإن أوروبا يبدو أنها تريد أن تتقاسم المخاطر للاستثمار بقطاع الطاقة وخصوصا المتجددة، مشددا على أن الجزائر تبقى في موقع قوة بما تمتلكه من مؤهلات من مصادر الطاقة المتجددة على غرار الشمسية والمصادر التقليدية الأخرى.

وعلق بالقول: “الكرة في مرمى الجزائر لتوفير بيئة جيدة للاستثمار وتحفيز كبير للمستثمرين في كل أنحاء العالم لأن أوروبا ليست هي العالم”، مضيفا “هذا الأمر أي التركيز على جلب مستثمرين من خارج القارة الأوربية، بإمكانه إحداث تغيير في رأي أوربا ودفعها للاستثمار في الجزائر، لأن مصادر الطاقة من الجزائر على اختلافها تتضمن عدة مزايا للأوربيين على غرار القرب الجغرافي وانخفاض تكاليف النقل ما سيضمن لها أسعار تنافسية للطاقة”.


مصدر: https://www.echoroukonline.com/

شاهد أيضا